ننشر تفاصيل وأسباب ظاهرة القمر الأزرق العملاق

امل كمال

أوضح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن ظاهرة القمر الأزرق العملاق ليست ظاهرة “نادرة”، كما يردد البعض، وإنما هي ظاهرة تتكرر كثيرا، وعندما يكون القمر قريبا من الأرض وهي المرحلة التى تسمى فى علم الفلك بمرحلة الحضيض يكون أكبر حجما بالنسبة للنظر بالعين المجردة، على عكس ما يكون في مرحلة “الأوج” وهي المرحلة التي يكون فيها القمر في أبعد نقطة عن الأرض.

وأكد، في تصريحات له، أن حجم القمر واحد لا يتغير، وإنما ما يتغير هو النظرة فقط بالعين المجردة، والتي تختلف على حسب بعد القمر من قربه إلى الأرض.

وأشار إلى أن ظاهرة القمر الأزرق العملاق تتكرر في العام على الأقل لمدة مرتين تقريبا، مع اختلاف المسميات، لافتا إلى أن القمر الأزرق يُرى من بعد غروب شمس أمس الأربعاء، واليوم الخميس، وغدا الجمعة “13، و14، و15” من شهر صفر لعام 1445 هجريا.

القمر الأزرق العملاق
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن بدر شهر صفر للعام الهجري الحالي “القمر الأزرق” اكتمل بالفعل في تمام الساعة الثالثة و37 دقيقة من صباح اليوم الخميس، ويشرق بعد غروب شمس اليوم مباشرة، فيما تبلغ نسبة لمعانه 100%، ويظل بالسماء طوال ليل الجمعة إلى أن يغرب مع شروق شمس غد.

ولفت أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إلى أن القمر الأزرق العملاق، هو ثالث قمر عملاق بين 4 أقمار عملاقة لهذا العام 2023، تأتي تباعا، مشيرا إلى أن هناك قمرًا أزرق عملاقا سيكون خلال شهر سبتمبر المقبل أيضا.

وفسَّر الدكتور أشرف تادرس ظاهرة القمر الأزرق العملاق بأن القمر يكون في منطقة تسمى “الحضيض” في مداره حول الأرض، وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض؛ ولذلك يبدو القمر أكبر قليلاً وأكثر إشراقا من المعتاد، مشيرا إلى أن القمر سيبدو كما لو كان بدرا خلال الفترة من 30 أغسطس الجاري، وحتى يوم غد الجمعة الموافق 1 سبتمبر 2023؛ لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة.

وأشار إلى أن هذا القمر الأزرق العملاق هو ثاني بدر في شهر ميلادي واحد، ويحدث هذا في المتوسط كل عامين أو 3 أعوام، أن يأتي “بدر” مرتين خلال شهر ميلادي؛ حيث جاء بدر المحرم لهذا العام في يوم الأول من أغسطس، ثم جاء بدر صفر في يوم 30 و31 أغسطس من الشهر نفسه.

وتابع: “هناك حوالي 3 أقمار زرقاء كل 10 سنوات تقريبا.. ومن المعروف أن هناك بدرا واحدا فقط ومحاقا واحدا فقط كل شهر ميلادي تقريبا، ولذلك عندما يأتي القمر البدر مرتين في الشهر الميلادي يسمى البدر الثاني بـ القمر الأزرق العملاق وهو ما ينطبق على شهر أغسطس الحالي 2023”.

القمر الأزرق العملاق
وفي سياق متصل ذكرت الجمعية الفلكية بجدة بالمملكة العربية السعودية أن سماء السعودية والوطن العربي شهدت القمر الأزرق العملاق، خلال هذا الشهر “أغسطس 2023″ مساء أمس الأربعاء، وهو مشاهد في معظم أوقات الليل، حيث ارتفع فوق الأفق عند الغسق تقريبًا ويغرب عند الفجر”.

ولفتت الجمعية الفلكية بجدة، على صفحتها بـ فيسبوك، إلى أن مصطلح القمر الأزرق العملاق ظهر، لأول مرة، في عدد مارس 1946 من مجلة “سكاي أند تلسكوب”، وكان هذا استخدامًا جديدًا لـ المصطلح على الرغم من أنه سبق استخدامه في تقويم المزارعين بتعريف مختلف، ومع ذلك فقد تم الاستشهاد بمقالة المجلة على نطاق واسع ودخل المصطلح فى الاستخدام بشكل شاسع.

وتابعت نصًا: “من الممكن أن يحدث بدران في نفس الشهر التقويمي نظراً لأن دورة أطوار القمر في المتوسط 12.37 مرة كل عام؛ ونتيجة لذلك فمرة واحدة كل 2.8 سنة، تحتوي السنة الواحدة على 13 قمرا بدرا بدلاً من 12 قمرًا، وفي ذلك العام يجب أن يحتوي أحد الأشهر على اثنين من الأقمار البدر، وهو الذي يسمى بـ القمر الأزرق العملاق”.

القمر الأزرق العملاق
واستطردت: “تختلف مسافة القمر عن الأرض؛ لأن مداره ليس دائريا تماما، فهو بيضاوي الشكل قليلاً، فعندما يعبر القمر هذا المسار الإهليلجي حول الأرض كل شهر؛ فإن المسافة التي يقطعها تختلف بنسبة 14%، بين 356.500 كيلومتر عند “الحضيض”، وهى أقرب اقتراب من الأرض، و406.700 كيلومتر عند “الأوج” وهي الأبعد عن الأرض”.

وتابعت: “إن السبب وراء إدراكنا لـ القمر الأزرق العملاق محل نقاش علمي ومع ذلك قد يفسر ذلك سبب اقتناع بعض الناس بأن القمر يبدو أكبر في بعض الليالي من غيرها، على الرغم من أن التغييرات الفعلية في حجمه الحقيقي تكون صغيرة جدًا